تحميل رواية خريف البطريرك للكاتب غابريل ماركيز بصيغة pdf




خريف البطريرك رواية تنتمي لأدب الديكتاتور، نموذج الديكتاتور هنا خيالي في رسم شكله الخارجي والداخلي، كما أنه ليس شخصًا واحدًا، وإن ظهر في النص كذلك لكنه مع كل فصل نرى شكل داخلي آخر للديكتاتور. تدور الرواية في إطار سردي دائري، حيث تبدأ على مشهد دخول حشد من الشعب لقصر الرئيس بعد أن ملئته العقبان، يجدوه بالداخل ميتًا لينتهي بهذا زمن الأبدية الهائل، الزمن الذي امتد أكثر من مائتي عام، ثم دون تمهيد يعود ماركيز لمقطع من حياة الديكتاتور الأولى، وينتهي الفصل بموته، ثم تفجأ في الفصل التالي أن الرئيس ما زال حيًا، ثم يستمر ما بين موت وحياة وما بينهما من توصيف شعري لحياة الرئيس، إلى أن يأتي خريف البطريرك في النهاية ونعود لبداية الدائرة.

ما يريد غابريل غارسيا ماركيز في النهاية قوله هو أن كل شيء سيأفل، حتى  الديكتاتور ، وكالعادة نراه يركز على الجانب الإنساني من الشخصية ليجعلك ترثى لحاله، ويُظهر أن هذا الديكتاتور متحجر القلب الذي أمات مئات الرجال والنساء والأطفال لأسباب واهية يتحول في حضرة امرأة يحبها إلى شخص ضعيف يفعل لأجلها أي شيء، نجده دائمًا يُخاطب أمه في كل المواقف والأوقات حتى بعد موتها، نجده يعاني من ثقل الوحدة فيجعل البرصى والمكفوفين في قصره مع الحيوانات ترتع كيف تشاء، نجده في النهاية لم يعِش ولم يذق طعم الحياة.
عند خريف الرئيس الأخير كل شيء يذوي، قدرته على التذكر، وسلطته، والناس من حوله، حتى الموسيقى التي كانت تنبعث في فتق خصيته لتؤنسه ستصبح صفيرًا مكتومًا، سيأخذه الموت كما يريد، لا كما تنبأت العرفات بالكيفية التي يموت بها.

جابو يمارس نوع لعين من السحر، يجعلك مستمتع بالرغم من اجتهادك في مجاراته. غرائبية حكاياته ودوامات الأحداث وإطارها السردي الدائري لا تتلائم مع هواة أكل السطور والمتسابقين للانتهاء سريعًا



رابط التحميل